سورة البقرة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


قوله عز وجل: {فَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أنْداداً} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنَّ الأنداد الأكْفَاءُ، وهذا قول ابن مسعود.
والثاني: الأشباه، وهو قول ابن عباس.
والثالث: الأضداد، وهو قول المفضل.
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: وأنتم تعلمون أن الله خلقكم، وهذا قول ابن عباس وقتادة.
والثاني: معناه وأنتم تعلمون أنه لا ندَّ له ولا ضد، وهذا قول مجاهد.
والثالث: معناه وأنتم تعْقلون فعبر عن العقل بالعلم.


قوله عز وجل: {وَإِنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} يعني في القرآن، على عبدنا: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، والعبد مأخوذ من التعبد، وهو التذلل، وسُمي المملوك من جنس ما يعقل عبداً، لتذلله لمولاه.
{فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} فيه تأويلان:
أحدهما: يعني من مثله من القرآن، وهذا قول مجاهد وقتادة.
والثاني: فأتوا بسورة من مثل محمد صلى الله عليه وسلم من البشر، لأن محمداً بشر مثلهم.
{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني أعوانكم، وهذا قول ابن عباس.
والثاني: آلهتكم، لأنهم كانوا يعتقدون أنها تشهد لهم، وهذا قول الفراء.
والثالث: ناساً يشهدون لكم، وهذا قول مجاهد.
قوله عز وجل: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} الوَقود بالفتح الحطب، والوُقود بالضم التوقُّد، والحجارة من كبريتٍ أسود، وفيها قولان:
أحدهما: أنهم يعذبون فيها بالحجارة مع النار، التي وقودها الناس، وهذا قول ابن مسعود وابن عباس.
والثاني: أن الحجارة وقود النار مع الناس، ذكر ذلك تعظيماً للنار، كأنها تحرق الحجارة مع إحراقها الناس.
وفي قوله: {أُعِدَّتْ للْكَافِرِينَ} قولان:
الأول: أنها وإن أعدت للكافرين، فهي معدة لغيرهم من مستحقي العذاب من غير الكافرين، وهي نار واحدة، وإنما يتفاوت عقابهم فيها.
والثاني: أن هذه النار معدة للكافرين خاصة، ولغيرهم من مستحقي العذاب نارٌ غيرها.


قوله عز وجل: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} بشر من البشارة، أو خبر يرد عليك بما يَسُرُّ، وقيل بما يُسرُّ ويُغِمُّ، وإنما كثر استعماله فيما يَسُرُّ، حتى عُدِلَ به عما يُغِمُّ، وهو مأخوذ من البَشْرَةِ وهي ظاهر الجلد لتغيرها بأول خبر يرد عليه.
والجنات جمع جنة، وهي البستان ذو الشجر، وسمي جنة لأن ما فيه من الشجر يستره، وقال المفضل: الجنة كل بستان فيه نخل، وإن لم يكن فيه شجر غيره، فإن كان فيه كَرْمٌ فهو فردوس، كان فيه شجر غير الكرم أو لم يكن.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتَها الأَنْهَارُ} يعني من تحت الشجر، وقيل: إن أنهار الجنة تجري من غير أخدود.
قوله عز وجل: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هذا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ}، يعني بقوله: {رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرةٍ رِزْقاً} أي من ثمار شجرها.
{قَالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} فيه تأويلان:
أحدهما: أن معناه: أن هذا الذي رُزِقْنَاهُ من ثمار الجنة، مثلُ الذي رُزِقْنَاهُ من ثمار الدنيا، وهذا قول ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وقتادة.
والثاني: أن ثمار الجنة إذا جنيت من أشجارها، استخلف مكانها مثلها، فإذا رأوا ما استخلف بعد الذي جُنِي، اشتُبِه عليهم، فقالوا: {هذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْل}، وهو قول أبي عبيد ويحيى بن أبي كثير.
قوله عز وجل: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: أن معنى التشابه أن كله خيار يشبه بعضه بعضاً وليس كثمار الدنيا، التي لا تتشابه لأن فيها خياراً وغير خيار، وهذا قول الحسن وقتادة وابن جريج.
والثاني: أن التشابه في اللون دون الطعم فكأن ثمار الجنة في ألوان ثمار الدنيا، وإن خالفتها في الطعم، وهذا قول ابن عباس وابن مسعود والربيع بن أنس.
والثالث: أن التشابه في الأسماء دون الألوان والطعوم، فلا تشبه ثمار الجنة شيئاً من ثمار الدنيا في لون ولا طعم، وهذا قول ابن الأشجعي وليس بشيء.
قوله عز وجل: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} في الأبدان، والأخلاق، والأفعال، فلا يَحِضْن، ولا يلدْن، ولا يذهَبْن إلى غائطٍ ولا بولٍ، وهذا قول جميع أهل التفسير.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9